دارَ يوماً حواراً صغيرٌ بيني وبين سيدةٌ ألمانية بدأت التجاعيدُ ترسِمُ أُولى خطُوطها على وجهها المملوء ،
إبتسمتُ لها قائلةٌ : مهما كانت قواعدُ اللغةِ الألمانية صعبةٌ ، فلن تكُون أصعبُ من قواعدِ اللغةِ العربيةْ
إقتطبَت حاجبيها بتعجب : حقاً ! أهي بتلك الصعُوبة !
أجبتُ قائلة : أجل ولكن حالما تتعلمِيها ستكتشفينَ مدى جمالها يَا سيدتي .
أكملتُ كلامي وشبحُ إبتسامتي لا يزالُ قائماً في زاويتيّ فَمِي : أتعلمين بأنها أجملُ لغة قد تسمعُها أُذنيك، وهي أيضاً أكملُ لغةٌ في العالم .
إبتسمت لحماسيَ وقالت : وكيفَ ذالكْ ؟
رديتُ قائلة : مُفرداتها كاملةْ ، والمُتحدثُ العربي يستطيعُ نُطقَ جميع الأحرفُ فلُغتي تُكنى بلغةِ الضاد .
ضَحِكتْ بعد أن حاولت نُطق حرف الضادْ ، والذي بقُدرةِ قادر أصبح داد ؛)
فأردفتْ قائلة وإبتسامتُها تعلو شفتيها : يبدو بأنكِ فخورةً بها .
غمرتني سعادةٌ عجيبةٌ لحظتُها ، فإبتهجْ وجهي مُهللاً : جداً يا سيدتي ❤
حقاً ما أجملكِ يا لُغتي ، لُغة القُرآن ، لُغة الضاد ..
مذُ يومين وضعتُ إحدى تصاميمي في معرضُ تصاميمي على موقِعُ الديفينت أرت ، والذي كتبتُ عليه :
' وما كنتُ لهوى الهوى هاويةً ، ولكن هوائهُ هواني حتى هويتهْ ! '
فجائتني فتاةٌ غير مُتحدثةٌ بالعربية فقالت لي ماذا تعني هذهِ الجُملة ؟
وقفتُ حائرةً ، كيف أُترجمها !! إنتهى بيَ المطاف إلى ترجمةٍ عقيمةٍ نزعت جمالَ الجُملة !
وبالرُغمِ من جمالِ لغتنا إلا أن المكتبات العربيةُ تميزت بقحطِ الكُتبْ !
أحقاً نحنُ نستحقُ بأن نكُون متحدثين باللغةِ العربيةْ ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق