05‏/11‏/2012

كفاني فخري بعربيتي !






دارَ يوماً حواراً صغيرٌ بيني وبين سيدةٌ ألمانية بدأت التجاعيدُ ترسِمُ أُولى خطُوطها على وجهها المملوء ، 
إبتسمتُ لها قائلةٌ : مهما كانت قواعدُ اللغةِ الألمانية صعبةٌ ، فلن تكُون أصعبُ من قواعدِ اللغةِ العربيةْ  
إقتطبَت حاجبيها بتعجب : حقاً ! أهي بتلك الصعُوبة !
أجبتُ قائلة : أجل ولكن حالما تتعلمِيها ستكتشفينَ مدى جمالها يَا سيدتي .
أكملتُ كلامي وشبحُ إبتسامتي لا يزالُ قائماً في زاويتيّ فَمِي : أتعلمين بأنها أجملُ لغة قد تسمعُها أُذنيك، وهي أيضاً أكملُ لغةٌ في العالم .
إبتسمت لحماسيَ وقالت : وكيفَ ذالكْ ؟ 
رديتُ قائلة : مُفرداتها كاملةْ ، والمُتحدثُ العربي يستطيعُ نُطقَ جميع الأحرفُ فلُغتي تُكنى بلغةِ الضاد .
ضَحِكتْ بعد أن حاولت نُطق حرف الضادْ ، والذي بقُدرةِ قادر أصبح داد ؛) 
فأردفتْ قائلة وإبتسامتُها تعلو شفتيها : يبدو بأنكِ فخورةً بها . 
غمرتني سعادةٌ عجيبةٌ لحظتُها ، فإبتهجْ وجهي مُهللاً : جداً يا سيدتي ❤


حقاً ما أجملكِ يا لُغتي ، لُغة القُرآن ، لُغة الضاد .. 

مذُ يومين وضعتُ إحدى تصاميمي في معرضُ تصاميمي على موقِعُ الديفينت أرت ، والذي كتبتُ عليه :
' وما كنتُ لهوى الهوى هاويةً ، ولكن هوائهُ هواني حتى هويتهْ ! '


فجائتني فتاةٌ غير مُتحدثةٌ بالعربية فقالت لي ماذا تعني هذهِ الجُملة ؟
وقفتُ حائرةً ، كيف أُترجمها !! إنتهى بيَ المطاف إلى ترجمةٍ عقيمةٍ نزعت جمالَ الجُملة !

وبالرُغمِ من جمالِ لغتنا إلا أن المكتبات العربيةُ تميزت بقحطِ الكُتبْ ! 
أحقاً نحنُ نستحقُ بأن نكُون متحدثين باللغةِ العربيةْ ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق